هيا إليه..

كثيرٌ منا.من تقسو عليه الحياة..تلاطمه الصخور والآهات وتقطع وريده جنون الهموم والظروف..


أيامنا تطوى كطيّ الصحف..والعمر يجري وكأنه براق..والعقارب تأبى التوقف عن لسع بقايا أجسادنا في صفحات الرزنامة..


تحيط بك المتاعب من كلّ حدبٍ وصوب ,,وتجتاحك عساكر اليأس في كل جبهات روحك..


تمسك برقبتك مقصلة الذنوب..وتحزّ شفرتها على وريدك حزّاً ..


تغمض عينيك لتنام..تجد آلاف الأفكار والأفكار تهيمن على فراشك المسمّر بالشوك..


لكن..


بين كلّ تلك الفوضى..ومن ثقوب تلك الضوضاء..


يتخلل بريقٌ.يأبى إلا أن يظهر نوره..


يتسرب رحيقٌ ليس كمثله رحيق..يشق ظلام الأزل..


ويسطع بنجومه التي لا تغيب على سماء الحزن ليذيب عتمتها..


إنه أملٌ ليس كمثله أمل..أمل ليس بالكلمة..أو النظرة..أو الشيء المحسوس..


إنه أملٌ لا يغيب ما دام فينا يقين..لا يغيب ما دام فينا ايمانٌ وتسليم..


لا يغيب ما دام فينا...تمسّكٌ به..


عراه لا تنفلت أبدا..وحبله لا ينقطع..


حنانه لا يغيب بمرور الزمن وهجوم الشيخوخة..لا يهرم..لا يفنى..لا يزول..


يقطع الشك باليقين..يكسر رقبة الظنون..


ويسطع في محراب العيون نوراً يضيء الأكوان..


تتخلَلُك..أسراب الحمام ببياضٍ ليس كالبياض..ليس كالحقيقة وليس كالخيال


يطلق شراع الحياة على مركبٍ غار في بحر الذنوب ليوصله إلى برّ الغفران..


يحبك.ليس كاي حب..يشتاق لك كلما ابتعد,, ويقترب منك ضعف ما تقترب..


وأنت..


تتخبط هنا وهناك..ولا ترى حبيبك الذي لا يخون..


لا تشعر به..إلا عندما تضع يدك على قلبك الصغير ...


وتصرخ..

وتصرخ..


وتصرخ..


بملئ صمتك..


وجنون كلماتك..ولهيب أنفاسك..



يا..


الله...