الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد :
كات خطبة الجمعة في المسجد الذي صليتُ فيه اليوم عن :" الظلم ". ولكن الذي لفت نظري أنَّ الخطيب قد قسَّم الظلم ثلاثة أقسام :
1 – ظلم العبد لربه : وهو الشرك بالله ، وقد استدل على ذلك بالآية الكريمة في سوى لقمان :[ إنَّ الشرك لظلم عظيم ].
2 – ظلم الإنسان لنفسه : وذلك بالمعاصي والفسوق والمحرمات المختلفة .
3 – ظلم الإنسان لأخيه الإنسان : وهو أكل حقه ، و شتمه وغيرها .
والذي يهمني الآن هو القسم الأول ، فهل قال أحد من أهل العلم المعتبرين هذه العبارة :" ظلم العبد لربه " ..؟؟.
فالذي أعرفه أنَّ أحداً من أهل العلم لم يذكر هذا القسم في أقسام :" الظلم " . لأنَّ العباد – جميع العباد – لو كانوا على قلب اتقى رجل واحد ما زاد ذلك في ملك الله شيء ، ولو كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص من ملك الله شيء ، كما أخرج ذلك الإمام مسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ، أنَّه قال :
" يا عبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي فجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا .
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستطعموني أطعمكم .
يا عبادي كلكم عارٍ إلاَّ من كسوته فاستكسوني أكسكم إنَّكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفرني أغفر لكم .
يا عبادي إنَّكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .
يا عبادي لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وجنكم وإنسكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد في ملكي شيئاً . ولو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص من ملكي شيئاً .
يا عبادي لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني كل واحد منكن مسألته فأعطيته ما نقص من مما عندي إلاَّ كما ينقص المخيد إذا أُدخِلَ في البحر .
يا عبادي إنَّما هي أعمالكم أحصيها لكم وأوفيكم إيَّاها يوم القيامة فمن وجد خيراًَ فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه .
ففي هذا الحديث العظيم إشارة واضحة على أنَّ العبد لا يبلغ أن يظلم الله تعالى ابداً ، كيف هذا والله عزَّ وجل ينفي ظلم الإنسان له ، فقال :
[ وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ]. البقرة الآية :(57 ).
والتقسيم الصحيح للظلم أنَّه نوعان ، كما ذهب إلى ذلك الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه المعطار :" جامع العلوم والحكم ". فقال
" وهو – أي الظلم – نوعان :
أحدهما " ظلم النفس ، وأعظمه الشرك ، كما قال تعالى :[ إنَّ الشرك لظلم عظيم ]. فإنَّ المشرك جعل المخلوق في منزلة الخالق ، فعبده وتأله ، فوضع الأشياء في غير موضعها ، وأكثر ما ذكر في القرآن من وعيد الظالمين أريد به المشركون ، كما قال الله :[ والكافرون هم الظالمون ]. ثم يليه المعاصي على اختلاف أجناساها من كبائر وصغائر .
والثاني : ظلم العبد لغيره ، وهو المذكور في هذا الحديث ". ويقصد ابن رجب رحمه الله تعالى حديث :" إني حرمت الظلم على نفسي .
وعلى هذا لا تصح هذه العبارة ، ولا يجوز تداولها على ألسنة النَّاس فضلاً عن أن تُذكر على المنابر .. ومهما تأول المتأولون هذه العبارة فإنَّها تبقى عبارة خاطئة لا يصح تداولها بحال ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله .
اللهمَّ علمنا ما ينفعنا .. وانفعنا بما علمتنا .. اللهمَّ آمين .
» مجموعتنا في فيس بوك( طرائف وفوائد وظرائف وفرائد ) تتشرف بانضمامكم إليها
» فلاش من تصميمي لماذا ايها العالم
» مأساه فتاه منبعثه
» رحبو بالعضوة الجديدة منال رشوان
» أما آن الأوان للإفراج عن الشيخ خالد الراشد ؟
» قصية وصية النبى صلى الله عليه وسلم لعلى ليلة النصف من شعبان
» الوسطية عند أهل السنة والجماعة
» أغرب رد على واحد يسأل كم الساعة ....
» أسباب تحريم التدخين
» أهلا وسهلا بالعضو الجديد محمد وسيم عبدالعال
» آه لجرح غدا في القلب يعتصر
» حملوا هذا المقطع لاخيكم أبي الحسنين - أرجو أن يزرع البسمة على أفواهكم-
» مقال أكثر من رائع ( هام جدا جدا جدا ) .
» الــبــيــت الــزجــاجــي ....
» قالوا نكره آل البيـــــــــــــــت !!!
» الرخصة في تقبيل اليد
» يا له من دين .. لو أن له رجالاً؟؟؟
» دعــــــــــايــــة ....!!
» عــجــبــا لــك يــا ابــن آدم ....
» الـحـسـد و الـغـبـطـة ....
» ارجوكم الدعاء لمصر ان يحميها الله ويحفظها من كل معتدى وغادر
» من وصايا الرسول صلى الله عليه و صحبه و سلم (55 وصية)
» الرسول صلى الله عليه و سلم كأنك تراه
» راي الفلاسفة الناعس